الآية 26 وقوله تعالى : { أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم } يقول ، والله أعلم : أو لم يبين لأهل مكة ؟ أو لم يكفهم من الهداية والبيان ما أهلكنا من قبلهم من القرون { يمشون في مساكنهم } فيرون ما حل بهم ومن أهلك ومن نجا منهم ، فيقع الاعتبار لهم بمن ذكر من وجهين :
أحدهما : زعموا أن آباءهم على ما هم عليه ، وأنهم يقلدونهم في ذلك ، وأنهم أمروا بذلك .
فيخبرهم( {[16440]} ) أنكم أولاد من نجا منهم لا أولاد من أهلكوا لأنهم استؤصلوا . فلا يحتمل أن يكونوا أولاد من استؤصلوا . فدل أنهم أولاد من نجا منهم [ وإنما نجا منهم ]( {[16441]} ) المصدق لا المكذب .
فيخبرهم( {[16442]} ) أن كيف لا اتبعتم آباءكم الذين نجوا منهم ؟ وهم المصدقون دون الذين /422-ب/ أهلكوا بالتكذيب والعناد والثاني : يعتبرون ، فيعلمون أن هلاكهم واستئصالهم كان بالتكذيب والعناد مع الرسل والخلاف لهم ، فيمنعهم ما حل بهم بالتكذيب والخلاف للرسل عن تكذيب رسول الله ومجادلتهم إياه .
وقوله تعالى : { إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون } قال بعضهم : أفلا يبصرون ذلك حيث يمشون في مساكن أولئك ، ويمرون فيها . وقال بعضهم : { أفلا يسمعون } ما حدث لهم من أولئك ، وما حل بهم ، وبم نزل ذلك بهم ؟ وقال بعضهم : { أفلا يسمعون } أفلا يعقلون لماذا أهلكوا أو استؤصلوا ؟ فيمتنعوا{[16443]} عن ذلك . وقال بعضهم : { أفلا يسمعون } الوعيد الذي أوعد لهم ؟ وقيل : { أفلا يسمعون } التوحيد ؟ والله لعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.