{ أَوَ لَمْ يَهْدِ لَهُمْ } أي أو لم يبين لهم ، والهمزة للإنكار ، والفاعل ما دلّ عليه { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِمْ مّنَ القرون } أي أو لم نبين لهم كثرة إهلاكنا من قبلهم . قال الفراء : كم في موضع رفع ب{ يهد } . وقال المبرد : إن الفاعل : الهدى المدلول عليه ب{ يهد } ، أي أو لم يهد لهم الهدى . وقال الزجاج : { كم } في موضع نصب ب{ أهلكنا } ، قرأ الجمهور { أو لم يهد } بالتحتية ، وقرأ السلمي وقتادة وأبو زيد عن يعقوب بالنون ، وهذه القراءة واضحة . قال النحاس : والقراءة بالياء التحتية فيها إشكال ؛ لأنه يقال : الفعل لا يخلو من فاعل فأين الفاعل ل{ يهد } ؟ ويجاب عنه بأن الفاعل هو ما قدّمنا ذكره ، والمراد بالقرون : عاد وثمود ونحوهم ، وجملة { يَمْشُونَ فِي مساكنهم } في محل نصب على الحال من ضمير لهم ، أي والحال أنهم يمشون في مساكن المهلكين ويشاهدونها ، وينظرون ما فيها من العبر ، وآثار العذاب . ولا يعتبرون بذلك . وقيل : يعود إلى المهلكين ، والمعنى : أهلكناهم حال كونهم ماشين في مساكنهم ، والأوّل أولى { إِنَّ فِي ذَلِكَ } المذكور { لآيَاتٍ } عظيمات { أَفَلاَ يَسْمَعُونَ } ، بها ويتعظون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.