محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۚ أَفَلَا يَسۡمَعُونَ} (26)

{ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } أي يتبين لكفار مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ } أي الماضية بعذاب الاستئصال { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } أي منازلهم . كمنازل قوم شعيب وهود وصالح ولوط عليه السلام . فلا يرون فيها أحدا ممن كان يعمرها ويسكنها . ذهبوا كأن لم يغنوا فيها . كما قال {[6113]} : { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا } { إِنَّ فِي ذَلِكَ } أي فبما فعلنا بهم { لَآيَاتٍ } أي عبرا ومواعظ ودلائل متناظرة { أَفَلَا يَسْمَعُونَ } أي أخبار من تقدم ، كيف صار أمرهم بسبب تكذيبهم الرسل ، وبغيهم الفساد في الأرض ، فيحملهم ذلك على الإيمان .


[6113]:(27 النمل 52).