أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} (16)

{ لهم من فوقهم ظلل من النار } شرح لخسرانهم . { ومن تحتهم ظلل } أطباق من النار هي ظلل للآخرين . { ذلك يخوف الله به عباده } ذلك العذاب هو الذي يخوفهم به ليتجنبوا ما يوقعهم فيه . { يا عباد فاتقون } ولا تتعرضوا لما يوجب سخطي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} (16)

هذه صفة حال أهل جهنم . والظلة : ما غشي وغم كالسحابة وسقف البيت ونحوه ، فأما ما فوقهم فكونه ظلة بين ، وأما ما تحتهم فقالت فرقة : سمي ظلة لأنه يتلهب ويصعد مما تحتهم شيء كثير ولهب حتى يكون ظلة ، فإن لم يكن فوقهم شيء لكفى فرع الذي تحتهم في أن يكون ظلة ، وقالت فرقة : جعل ما تحتهم ظلة ، لأنه فوق آخرين ، وهكذا هي حالهم إلا الطبقة الأخيرة التي في القعر .

وقوله : { عباده } يريد جميع العالم خوفهم الله النار وحذرهم منها ، فمن هدي وآمن نجا ، ومن كفر حصل فيما خوف منه . واختلفت القراءة في قوله : «عباد » وقد تقدم نظيره .