البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} (16)

ولما ذكر خسرانهم أنفسهم وأهليهم ، ذكر حالهم في جهنم ، وأنه من فوقهم ظلل ومن تحتهم ظلل ، فيظهر أن النار تغشاهم من فوقهم ومن تحتهم ، وسمى ما تحتهم ظللاً لمقابلة ما فوقهم ، كما قال : { يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت ارجلهم } ، وقال لهم : { من جهنم مهاد ومن وفوقهم ومن غواش } وقيل : هي ظلل للذين هم تحتهم ، إذ النار طباق .

وقيل : إنما تحتهم يلتهب ويتصاعد منه شيء حتى يكون ظلة ، فسمي ظلة باعتبار ما آل إليه أخيراً .

{ ذلك } : أي ذلك العذاب ، { يخوف الله به عباده } : ليعلموا ما يخلصكم منه ، ثم ناداهم وأمرهم فقال : { يا عباد فاتقون } : أي اتقوا عذابي .