التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{لَهُم مِّن فَوۡقِهِمۡ ظُلَلٞ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحۡتِهِمۡ ظُلَلٞۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ} (16)

ظلل : جمع ظلة وهي ما يخيم فوق الرأس ويحيط فوق الشيء . وهي بمعنى إحاطة النار بهم من فوقهم ومن تحتهم .

في الآيات :

بيان لمصير الخاسرين الذين ذكروا في الآية السابقة لها ، فالنار ستحيط بهم من فوقهم ومن تحتهم .

ولفت نظر عباد الله الصالحين إلى ما في هذا المصير من هون .

وتقرير كون الله إنما يوحي بذلك ليحذرهم منه ويدعوهم إلى اتقائه بالإيمان وصالح الأعمال .

وثناء وتنويه بالذين يجتنبون عبادة الأصنام ويخلصون في الاتجاه إلى الله وحده . فلهؤلاء البشرى وعلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبشر عباد الله الذين يتروون فيما يسمعون ثم يتبعون أحسن ما فيه وهو دعوة الخير والهدى ، فهم الذين يكون الله قد هداهم وهم ذوو العقول السليمة .

وتساؤل في معنى المقايسة بين من استحق العذاب بالكفر وبين المؤمنين المتقين . فإن مصير الأولين النار في حين أن الآخرين يحلون في الغرف العالية التي تجري من تحتها الأنهار .

وتقرير بكون هذا هو وعد الله الحق وأن الله لن يخلف الوعد .

وسؤال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عما إذا كان مستطيعا إنقاذ من في النار كأنما أريد بهذا السؤال تقرير كون الكافرين الذين استحقوا النار قد بيتوا الجحود والعناد فهم بمثابة من ألقى نفسه في النار ، وإفهام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل التطمين والتسلية أنه ليس من مهمته إرغام هؤلاء على الإيمان ولا هو بمستطيع ذلك .