أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

{ قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } أرادوا به إلزامهم للحجة وتوبيخهم على إضاعتهم أوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الإجابة . { قالوا بلى قالوا فادعوا } فإنا لا نجترئ فيه إذ لم يؤذن لنا في الدعاء لأمثالكم ، وفيه إقناط لهم عن الإجابة . { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } ضياع لا يجاب ، وفيه اقناط لهم عن الإجابة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

فراجعتهم الخزنة على معنى التوبيخ لهم . والتقرير : { أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } فأقر الكفار عند ذلك وقالوا { بلى } ، أي قد كان ذلك ، فقال لهم الخزنة عند ذلك : فادعوا أنتم إذاً ، وعلى هذا معنى الهزء بهم ، فادعوا أيها الكافرون الذين لا معنى لدعائهم ، وقالت فرقة : { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } هو من قول الخزنة . وقالت فرقة : هو من قول الله تعالى إخباراً منه لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وجاءت هذه الأفعال على صيغة المضي ، قال الناس الذين استكبروا وقال للذين في النار ، لأنها وصف حال متيقنة الوقوع فحسن ذلك فيها .