فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

{ قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ } مستأنفة جواب سؤال مقدر والاستفهام للتقريع والتوبيخ { قَالُوا بَلَى } أي أتونا بها فكذبناهم ، ولم نؤمن بهم ، ولا بما جاءوا به من الحجج الواضحة ، فلما اعترفوا { قَالُوا } أي قال لهم الملائكة الذين هم خزنة جهنم تهكما بهم : { فَادْعُوا } أي إذا كان الأمر كذلك ، فادعوا أنتم فإنا لا ندعو لمن كفر بالله وكذب رسله بعد مجيئهم بالحجج الواضحة ، ثم أخبروهم بأن دعاءهم لا يفيد شيئا فقالوا :

{ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } أي في ضياع وبطلان ، وخسار وتبار وانعدام ، وفيه إقناط لهم عن الإجابة ، وقيل : هو من قول الله تعالى إخبارا لنبيه وهو أنسب بما بعده وعليه جرى المحلي والشهاب .