السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

{ قالوا } أي : الخزنة لهم { أولم تك تأتيكم } على سبيل التجدد شيئاً في أثر شيء { رسلكم } أي : الذين هم منكم وأنتم جديرون بالإصغاء إليهم والإقبال عليهم لأن الجنس إلى الجنس أميل والإنسان من مثله أقبل { بالبينات } أي : التي لا شيء أوضح منها أرادوا بذلك إلزامهم الحجة وتوبيخهم على إضاعتهم أوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الإجابة ، وقرأ أبو عمرو بسكون السين والباقون بضمها وكذلك رسلنا ورسلهم { قالوا } أي : الكفار { بلى } أي : أتونا كذلك { قالوا } أي : الخزنة لهم { فادعوا } أي : أنتم فإنا لا نشفع لكافر { وما دعاء الكافرين } أي : الذين ستروا مرأى عقولهم عن أنوار الحق { إلا في ضلال } أي : ذهاب في غير طريق موصل كما كانوا هم في الدنيا كذلك فإن الدنيا مزرعة الآخرة ، من زرع شيئاً في الدنيا حصده في الآخرة والآخرة ثمرة الدنيا لا تثمر إلا من جنس ما غرس في الدنيا وفي هذا إقناطهم عن الإجابة .