الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

فأجابتهم الخزنة{[59750]} : { أولم تك تاتيكم رسلكم بالبينات } أي : بالحجج الظاهرات الدالات على توحيد الله عز وجل .

{ قالوا بلى } قد أتتنا بذلك .

قالت{[59751]} لهم الخزنة : { فادعوا } ، أي : فادعوا ربكم الذي أتتكم الرسل ( من عنده ){[59752]} بالدعاء إلى الإيمان به .

{ وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } أي : في خسران ، لأنهم لا ينتفعون به ولا يُحابون ، بل يقال لهم : { اخسئوا فيها ولا تكلمون }{[59753]} .

وروى أبو الدرداء{[59754]} عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، ويستغيثون{[59755]} فيغاثون بالضريع { لا يسمن ولا يغني من جوع }{[59756]} فيأكلونه فلا يغني عنهم شيئا ، ويستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيغصون به فيذكرون{[59757]} أنهم كانوا في الدنيا يجيزون{[59758]} الغصص بالماء ، فيستغيثون{[59759]} بالشراب ، فيرفع لهم الحميم بالكلاليب فإذا دنا من وجوههم شواها ، فإذا وقع في بطونهم قطع أمعاءهم وما في بطونهم . ويستغيثون بالملائكة فيقولون : { ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب }[ 49 ] فيجيبونهم : { أولم تك تاتيكم رسلكم بالبينات }[ 50 ] إلى آخر الآية " {[59760]} .


[59750]:في طرة (ت).
[59751]:(ح): قال.
[59752]:(ح): عند الله.
[59753]:المؤمنون: 109.
[59754]:هو عويمر بن مالك بن قيس أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي، صحابي مشهور بالعبادة والحكمة، جمع القرآن وولي القضاء مات بالشام سنة 32 هـ. انظر: صفة الصفوة 1/627 ت 76، وتذكرة الحفاظ /24 ت 11، وغاية النهاية 1/606 ت 2480.
[59755]:(ح): ويستغيثون منه.
[59756]:الغاشية: 7.
[59757]:(ح): فيتذكرون.
[59758]:(ح): يجزون.
[59759]:(ح): فيستغيثون.
[59760]:أخرجه الترمذي في أبواب جهنم باب 5 ج 10/54 و55 عن أبي الدرداء بمعناه. وانظره في إعراب النحاس 4/37.