الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالُوٓاْ أَوَلَمۡ تَكُ تَأۡتِيكُمۡ رُسُلُكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ قَالُواْ بَلَىٰۚ قَالُواْ فَٱدۡعُواْۗ وَمَا دُعَـٰٓؤُاْ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٍ} (50)

{ أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ } إلزام للحجة وتوبيخ ، وأنهم خلفوا وراءهم أوقات الدعاء والتضرع ، وعطلوا الأسباب التي يستجيب الله لها الدعوات { قَالُواْ فادعوا } أنتم ، فإنا لا نجترىء على ذلك ولا نشفع إلاّ بشرطين : كون المشفوع له غير ظالم ، والإذن في الشفاعة مع مراعاة وقتها ، وذلك قبل الحكم الفاصل بين الفريقين ، وليس قولهم { فادعوا } لرجاء المنفعة ، ولكن للدلالة على الخيبة ؛ فإن الملك المقرّب إذا لم يسمع دعاؤه ، فكيف يسمع دعاء الكافر .