التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (94)

قوله تعالى { ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منّا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بُعدا لمدين كما بعدت ثمود } .

قال ابن كثير : قال الله تعالى { ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين معه برحمة منا وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين } وقوله جاثمين أي هامدين لا حراك بهم ، وذكر ههنا أنه أتتهم صيحة ، وفي الأعراف رجفة وفي الشعراء عذاب يوم الظلة وهم أمة واحدة اجتمع عليهم يوم عذابهم هذه النقم كلها ، وإنما ذكر في كل سياق ما يناسبه ففي الأعراف لما قالوا { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا } ناسب أن يذكر الرجفة فرجفت بهم الأرض التي ظلموا بها وأرادوا إخراج نبيهم منها ، وههنا لما أساءوا الأدب في مقالتهم على نبيهم ذكر الصيحة التي أسكتتهم وأخمدتهم ، وفي الشعراء لما قالوا : { فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين } قال { فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم } .