الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (94)

قوله تعالى : { وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } : قال الزمخشري : " فإن قلت : ما بال ساقَتَي قصة عاد وقصة مَدْين جاءتا بالواو ، والساقتان الوُسْطَيان بالفاء ؟ قلت : قد وقعتْ الوُسْطَيان بعد ذِكْر الوعد ، وذلك قوله { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ } ، { ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ } فجاء بالفاء التي للتسبُّب كما تقول : " وعدته فلما جاء الميعاد كان كيت وكيت " ، وأمَّا الأُخْرَيان فلم تقعا بتلك المنزلة ، وإنما وقعتا مبتدأتين فكان حقُّهما أن تُعْطَفا بحرف الجمع على ما قبلهما ، كما تُعْطَفُ قصة على قصة " ، وهذا من غُرَر كلام الزمخشري .