السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (94)

{ ولما جاء أمرنا } بعذابهم وإهلاكهم { نجينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمة } ، أي : بفضل { منا } بأن هديناهم للإيمان ووفقناهم للطاعة . فإن قيل : لم جاءت قصة عاد وقصة مدين بالواو وقصة صالح ولوط بالفاء ؟ أجيب : بأنّ قصة عاد ومدين لم يسبقهما ذكر وعد يجري مجرى السبب له بخلاف قصتي صالح ولوط فإنهما ذكرا بعد الوعد وذلك قوله تعالى : { وعد غير مكذوب } وقوله : { إنّ موعدهم الصبح } فلذلك جاءا بفاء السببية . { أخذت الذين ظلموا } ، أي : ظلموا أنفسهم بالشرك والبخس . { الصيحة } ، أي : صيحة جبريل عليه السلام صاح بهم صيحة خرجت أرواحهم وماتوا جميعاً ، وقيل : أتتهم صيحة من السماء { فأصبحوا في ديارهم جاثمين } ، أي : باركين على الركب ميتين .