نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (94)

ولما كان كأنه قيل : فأخذوا الكلام{[40042]} على ظاهره ولم ينتفعوا بصادع وعيده وباهره ، فاستمروا على ما هم عليه من القبيح إلى أن جاء أمرنا في الأجل المضروب له ، قال عاطفاً{[40043]} عليه ، وكان العطف بالواو لأنه {[40044]}لم يتقدم وعيد بوقت معين - كما في قصتي{[40045]} صالح ولوط عليهما السلام - يتسبب عنه المجيء ويتعقبه : { ولما جاء أمرنا } أي تعلق إرادتنا بالعذاب { نجينا } بما لنا من العظمة { شعيباً } أي تنجية عظيمة { والذين آمنوا } كائنين { معه } منهم{[40046]} ومما عذبناهم به ، وكان إنجاءنا لهم { برحمة{[40047]} منا } ولما ذكر{[40048]} نجاة المؤمنين ، أتبعه هلاك الكافرين فقال : { وأخذت الذين ظلموا } أي أوقعوا الظلم ولم يتوبوا { الصيحة } وكأنها كانت دون صيحة ثمود لأنهم كانوا أضعف منهم فلذلك أبرز علامة التأنيث في هذه دون تلك .

ولما ذكر الصيحة ذكر ما تسبب عنها فقال : { فأصبحوا } أي في الوقت الذي يتوقع الإنسان فيه السرور وكل خير { في ديارهم جاثمين* } أي ساقطين لازمين لمكانهم .


[40042]:زيد ما بين الحاجزين من ظ ومد.
[40043]:في ظ: عطفا.
[40044]:من ظ ومد، وفي الأصل: لو تقدم.
[40045]:في مد: قصة.
[40046]:سقط من ظ.
[40047]:في ظ: رحمة.
[40048]:من مد، وفي الأصل وظ: كان.