فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا نَجَّيۡنَا شُعَيۡبٗا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةٖ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (94)

{ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا والذين آمَنُواْ مَعَهُ } أي : لما جاء عذابنا ، أو أمرنا بعذابهم ، نجينا شعيباً وأتباعه الذين آمنوا به { بِرَحْمَةٍ منَّا } لهم بسبب إيمانهم ، أو برحمة منا لهم : وهي هدايتهم للإيمان { وَأَخَذَتِ الذين ظَلَمُواْ } غيرهم بما أخذوا من أموالهم بغير وجه ، وظلموا أنفسهم بالتصميم على الكفر { الصيحة } التي صاح بهم جبرائيل حتى خرجت أرواحهم من أجسادهم ، وفي الأعراف { فَأَخَذَتْهُمُ الرجفة } وكذا في العنكبوت . وقد قدّمنا أن الرجفة : الزلزلة ، وأنها تكون تابعة للصيحة لتموّج الهواء المفضي إليها { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جاثمين } أي : ميتين ، وقد تقدّم تفسيره .

/خ95