التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لِّنُحۡـِۧيَ بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗا وَنُسۡقِيَهُۥ مِمَّا خَلَقۡنَآ أَنۡعَٰمٗا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرٗا} (49)

قال ابن كثير : قوله تعالى { لنحيي به بلدة ميتا } أي أرضا قد طال انتظارها للغيث فهي هامدة لا نبات فيها ولا شيء فلما جاءها الحياء عاشت واكتسبت رباها أنواع الأزاهير والألوان كما قال تعالى { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج } الحج : 5 ، { ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا } أي : وليشرب منه الحيوان من أنعام وأناسي محتاجين إليه غاية الحاجة لشربهم وزروعهم وثمارهم كما قال تعالى { وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد } الشورى : 28 ، وقال تعالى { فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شيء قدير } الروم : 50 .