{ لنحيي به } أي : بالماء { بلدة ميتاً } أي : بالنبات وذكر ميتاً باعتبار المكان { ونسقيه } أي : بالماء وهو من أسقاه مزيد سقاه وهما لغتان قال ابن القطاع : سقيتك شراباً وأسقيتك ، والله تعالى أسقى عباده وأرضه { مما خلقنا أنعاماً } أي : إبلاً وبقراً وغنماً { وأناسي كثيراً } جمع إنسان وأصله أناسين فأبدلت النون ياء وأدغمت فيها الياء أو جمع أنسي وقدم تعالى النبات ؛ لأن به حياة الأنعام ، والأنعام على الإنسان ؛ لأن بها كمال حياته فإن قيل : لما خص الأنعام من بين ما خلق من الحيوان ؟ أجيب : بأن الطير والوحش تبعد في طلب الماء فلا يعوزها الشرب بخلاف الأنعام ولأنها قنية الأناسي وعامة منافعهم متعلقة بها ، فكان الإنعام عليهم بسقي أنعامهم كالإنعام بسقيهم .
فإن قيل : لما نكر الأنعام والأناسي ووصفها بالكثرة ؟ أجيب : بأن جل الناس منيخون بالقرب من الأودية والأنهار ومنابع الماء فبهم غنية عن سقي السماء وأعقابهم ، وهم كثير منهم لا يعيشون إلا بما ينزل الله من رحمته وسقيا سمائه ، وكذلك قوله تعالى : { لنحيي به بلدة ميتاً } ( الفرقان ، 49 ) يريد به بعض بلاد هؤلاء المتبعدين عن مظان الماء ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.