التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ} (197)

قوله تعالى{ لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد . متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد }

قال ابن كثير : يقول تعالى لا تنظر إلى ما هؤلاء الكفار مترفون فيه من النعمة والغبطة والسرور ، فعما قليل يزول هذا كله عنهم ويصبحون مرتهنين بأعمالهم السيئة . فإنما نمد لهم فيما هم فيه استدراجا وجميع ما هم فيه{ متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد }وهذه الآية كقوله تعالى : { ما يجادل في آيات الله غلا الذين كفروا فلا يغرنك تقلبهم في البلاد }وقال تعالى : { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون . متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون }وقال تعالى{ نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ }وقال تعالى{ فمهل الكافرين أمهلهم رويدا }أي : قليلا ، وقال تعالى{ أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد }والله ما غروا نبي الله ، ولا وكل إليهم شيئا من امر الله حتى قبضه الله على ذلك .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي قوله : { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد }يقول : ضربهم في البلاد .