التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا} (1)

مقدمة السورة:

فضلها : انظر حديث : " من أخد السبع الأول من القرآن فهو حبر " . تقدم في فضل سورة البقرة .

قوله تعالى : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }

أنظر تفسير التقوى في الآية ( 102 ) من سورة آل عمران .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن السدي : قوله { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } أما خلقكم من نفس واحدة ، فمن آدم صلى الله عليه وسلم .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل ابن حيان { وبث منهما } من آدم وحواء ، يقول خلق منهما رجالا كثيرا ونساء .

قال الحاكم : أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أنبا عبد الرزاق ، أنبا معمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما { اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام } . قال إن الرحم لتقطع وإن النعمة لتكفر وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء أبدا ثم قرأ { لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم } قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الرحم شجنة من الرحمن وإنها تجيء يوم القيامة تتكلم بلسان طلق ذلق فمن أشارت إليه بوصل وصله الله ومن أشارت إليه بقطع قطعه الله " .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة . ( المستدرك 2/301-302-ك التفسير ، سورة النساء ووافقه الذهبي ) .

وأخرج البخاري الجزء المرفوع من الحديث ( الصحيح- الأدب ، ب من وصل وصله الله ح 5988-5989 ) من حديث عائشة وأبي هريرة بنحوه ) .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال :

{ اتقوا الله الذي تساءلون به } ، واتقوا الله في الأرحام فصلوها .

قال بن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ح وثنا الأشج ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : { اتقوا الله الذي تساءلون به } قال : يقول أسألك بالله وبالرحم .

ورجاله ثقات وإسناده صحيح

أخرج بن أبي حاتم بسنده الحسن عن مجاهد قوله { إن الله كان عليكم رقيبا } قال حفيظا .