التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَٱسۡتَجَابَ لَهُمۡ رَبُّهُمۡ أَنِّي لَآ أُضِيعُ عَمَلَ عَٰمِلٖ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰۖ بَعۡضُكُم مِّنۢ بَعۡضٖۖ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لَأُكَفِّرَنَّ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ ثَوَابٗا مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلثَّوَابِ} (195)

قوله تعالى{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر او أنثى بعضكم من بعض . . . }

قال عبد الرزاق : أنبأنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت رجلا من ولد ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قالت ام سلمة : يا رسول الله ، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشئ ؟ فأنزل الله تعالى{ فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عما عامل منكم من ذكر او أنثى } .

( التفسير1/144 ح498 ) . وأخرجه الترمذي في جامعه( 5/237 ح3023-ك التفسير ، ب ومن سورة النساء ) ، والشافعي في سنن حرملة-كما في( المعرفة )للبيهقي( 3/120 ح17644 ) ، والحاكم في( المستدرك2/300-تسمية ولد أم سلمة ب( سلمة بن أبي سلمة ) . وهذا الحديث إسناده صحيح ، ووافقه الذهبي . ورجاله أئمة ثقات . وقد وقع تصريح ابن عيينة بالإخبار في رواية الشافعي ، فزالت الخشية من احتمال تدليسه ، هذا مع احتمال الأئمة لتدليسه ؛ حيث كان لا يدلس إلا عن ثقة . ( انظر طبقات المدلسين ص23 ) .

قوله تعالى{ فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب }

قال الطبري حدثنا عبد الرحمن بن وهب قال ، حدثنا عمى عبد الله بن وهب قال ، حدثني عمرو بن الحارث : ان ابا عشانة المعافري حدثه : انه سمع عبد الله ابن عمرو بن العاص يقول : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن اول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره ، إذا أمروا سمعوا وأطاعوا ، وغن كانت لرجل منهم حاجة إلى السلطان ، لم تقض حتى يموت وهي في صدره ، وغن الله يدعو يوم القيامة الجنة فتاتي بزخرفها وزينتها فيقول : " أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا ، وأوذوا في سبيلي ، وجاهدوا في سبيلي ؟ ادخلوا الجنة " ، فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب ، وتأتي الملائكة فيسجدون ويقولون : " ربنا نحن نسبح لك الليل والنهار ، ونقدس لك ، من هؤلاء الذين آثرتهم علينا " . فيقول الرب جل ثناؤه : " هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي " . فتدخل الملائكة عليهم من كل باب : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار }سورة الرعد : 24 .

( أخرجه الإمام احمد في( المسند6570 ) ، والحاكم في( المستدرك2/71-72 )كلاهما من طريق عبد الله بن وهب به . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي . وذكره الهيثمي في( مجمع الزوائد10/259 )ونسبه للطبراني أيضا وقال ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانة وهو ثقة ) .