فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَتَٰعٞ قَلِيلٞ ثُمَّ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ} (197)

فقوله : { متاع } خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو متاع قليل لا اعتداد به بالنسبة إلى ثواب الله سبحانه { وَمَأْوَاهُمُ } أي : ما يأوون إليه . والتقلب في البلاد : الاضطراب في الأسفار إلى الأمكنة ، ومثله قوله تعالى : { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي البلاد } [ غافر : 4 ] والمتاع ما يعجل الانتفاع به ، وسماه قليلاً ؛ لأنه فانٍ وكل فانٍ ، وإن كان كثيراً ، فهو قليل . وقوله : { وَبِئْسَ المهاد } ما مهدوا لأنفسهم في جهنم بكفرهم ، أو ما مهد الله لهم من النار ، فالمخصوص بالذم محذوف ، وهو هذا المقدّر .

/خ200