التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ وَأَكۡلِهِمۡ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (161)

قوله تعالى : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا . وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما )

قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا ما هذه الطيبات التي حرمها عليهم بسبب ظلمهم ولكنه بينها في سورة الأنعام بقوله ( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان في قوله : ( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ) كان الله تعالى حرم على أهل التوراة حين أقروا بها أن يأكلوا الربا ، ونهاهم أن يبخسوا الناس أشياءهم ونهاهم أن يأكلوا أموال الناس ظلما ، فأكلوا الربا وأكلوا أموال الناس ظلما وصدوا عن دين الله وعن الإيمان بمحمد ، فلما فعلوا ذلك حرم الله عليهم بعض ما كان أحل لهم في التوراة عقوبة لهم بما استحلوا مما كان نهاهم عنه ، فحرم عليهم كل ذي ظفر : البعير والنعامة ونحوهما من الدواب ومن البقر والغنم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما من الشحم والحوايا يقال : هذا البقر ويقال هذا البطن غير الثرب وما اختلط بعظم من اللحم ، يقول ذلك جزيناهم ببغيهم يقول باستحلالهم ما كان الله حرم عليهم .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله : ( وبصدهم عن سبيل الله كثيرا ) قال : أنفسهم وغيرهم عن الحق .