فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ وَأَكۡلِهِمۡ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (161)

{ وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل } واختاروا الربا لأنفسهم واختصوا به مستحلين الاستحواذ على أموال الناس وعلى الأخص العرب أبناء إسماعيل عليه السلام : ( . . ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل . . ) ( {[1611]} ) ؛ عن مجاهد : { وأخذهم الربا } وهو أخذهم ما أفضلوا على رءوس أموالهم لفضل تأخير في الأجل بعد محلها ؛ { وأكلهم أموال الناس بالباطل } بالرشوة وبالكسب الخبيث الذي كانوا يأخذونه على تحريفهم فيما أنزل الله من وحي ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ( {[1612]} ) ، وكذا سائر الأوجه المحرمة من سرقة وغش وغضب ونحو ذلك ؛ { وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما } ضيق الله تعالى عليهم معيشتهم عقوبة معجلة في الدنيا ، مع ما هيأ لهم من عقاب شديد ، ومصير بئيس ، وعذاب موجع دائم ، لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون .


[1611]:سورة آل عمران. من الآية 75.
[1612]:سورة البقرة. الآية 79.