فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَخۡذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدۡ نُهُواْ عَنۡهُ وَأَكۡلِهِمۡ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (161)

{ وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما ( 161 ) لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنين بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ( 162 ) }

{ وأخذهم الربا } أي معاملتهم فيما بينهم بالربا وأكلهم له وهو محرم عليهم { وقد نهوا عنه } في التوراة { وأكلهم أموال الناس بالباطل } كالرشوة والسحت الذي كانوا يأخذونه ، وهذه الذنوب الأربعة هي التي شدد عليهم بسببها في الدنيا والآخرة ، أما التشديد في الدنيا فهو ما تقدم من تحريم الطيبات وأما التشديد في الآخرة فهو المراد بقوله { وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما } وإنما قال منهم لأن الله علم أن قوما منهم سيؤمنون فيأمنون من العذاب .