ولما بشرهم بما لهم في أنفسهم ، أتبعه ما لهم في أعدائهم فقال تعالى : { وأن } أي ويبشر المؤمنين أيضاً بأن { الذين لا يؤمنون } أي لا يتجدد منهم إيمان { بالآخرة } حقيقة أو مجازاً ، المسبب عنه أنهم لا يعملون الصالحات حقيقة لعدم مباشرتها ، أو مجازاً ببنائها على غير أساس الإيمان ؛ وعبر بالعتاد تهكماً بهم ، فقال تعالى : { أعتدنا } أي أحضرنا وهيأنا ما هو في غاية الطيب والنفاسة والملاءمة على سبيل الوعد الصادق الذي لا يتخلف بوجه ، وهو مع ذلك منظور إليه ، لعظمتنا { لهم } من عندنا بواسطة المؤمنين أو بلا واسطة .
ولما استشرف الأعداء إلى هذا الوعد استشراف المغتبط المسرور ، أتاهم في تفسيره بما خلع قلوبهم على طريقة " تحية بينهم ضرب وجيع " وسر قلوب الأولياء سروراً عظيماً ، فقال تعالى : { عذاباً أليماً * } فإنه لا بشرى لذوي الهمم أعلى ولا أسر من الانتقام من مخالفيهم ، فصار فضل الكتاب على الكتاب كفضل الذهاب على الذهاب ، وحذف المؤمنين الذين لا يعملون الصالحات ، لتمام البشارة بالإشارة إلى أنهم من القلة في هذه الأمة الشريفة بحيث لا يكادون أن يوجدوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.