البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (10)

{ وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة } عطف على قوله : { أن لهم أجراً كبيراً } بشروا بفوزهم بالجنة وبكينونة العذاب الأليم لأعدائهم الكفار ، إذ في علم المؤمنين بذلك وتبشيرهم به مسرة لهم ، فهما بشارتان وفيه وعيد للكفار .

وقال الزمخشري : ويجوز أن يراد ويخبر بأن الذين لا يؤمنون انتهى .

فلا يكون إذ ذاك داخلاً تحت البشارة .

وفي قوله : { وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة } دليل على أن من آمن بالآخرة لا يعدّ له عذاب أليم ، وأنه ليس عمل الصالحات شرطاً في نجاته من العذاب .

وقرأ الجمهور { ويبشر } مشدّداً مضارع بشر المشدّد .

وقرأ عبد الله وطلحة وابن وثاب والأخوان { ويبشر } مضارع بشر المخفف ومعنى { أعتدنا } أعددنا وهيأنا ، وهذه الآية جاءت عقب ذكر أحوال اليهود ، واندرجوا فيمن لا يؤمن بالآخرة لأن أكثرهم لا يقول بالثواب والعقاب الجسماني وبعضهم قال :

{ لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة } فلم يؤمنوا بالآخرة حقيقة الإيمان بها .