نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَتَخَٰفَتُونَ بَيۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرٗا} (103)

حال كونهم { يتخافتون{[49901]} } .

{[49902]}ولما كان التخافت - وهو المسارّة بالكلام - قد يكون بين اثنين من قبيلتين ، فيكون كل منهما خائفاً من قومه أقل عاراً{[49903]} مما لو كانا{[49904]} من قبيلة واحدة ، لأنه يدل على أن ذلك الخوف طبع لازم ، قال دالاً على لزومه وعمومه : { بينهم } أي يتكلمون خافضي أصواتهم من الهيبة والجزع .

{[49905]}ولما كانت الزرقة أبغض{[49906]} ألوان العيون إلى العرب لعدم ألفهم لها{[49907]} ، والمخافتة أبغض{[49908]} الأصوات إليهم لأنها تدل عندهم على سفول الهمة والجبن وكانوا من الزرقة أشد نفرة لأن المخافتة قد يتعلق بها غرض . رتبهما سبحانه كذلك{[49909]} ، ثم بين ما يتخافتون به فقال : { إن } {[49910]}أي يقول بعضهم لبعض : ما{[49911]} { لبثتم } أي في الدنيا استقصاراً لمدة إقامتهم في غيب ما بدا لهم من المخاوف ، أو غلطاً ودهشة{[49912]} ] { إلا عشراً*{[49913]} } أي عقداً واحداً ، لم يزد على الآحاد إلا بواحد ، وهو لو أنه سنون{[49914]} سن من لم يبلغ الحلم ، فكيف إذا كان شهوراً أو أياماً{[49915]} فلم يعرفوا لذة العيش بأيّ تقدير كان .


[49901]:بهامش ظ: يتخافتون حال من المجرمين.
[49902]:العبارة من هنا إلى "وعمومه" ساقطة من ظ.
[49903]:من مد وفي الأصل: من كان – كذا.
[49904]:من مد وفي الأصل: من كان – كذا.
[49905]:العبارة من هنا إلى "والجبن" ساقطة من ظ.
[49906]:من مد وفي الأصل: بعض.
[49907]:زيد من مد.
[49908]:من مد وفي الأصل: بعض.
[49909]:زيد من مد.
[49910]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49911]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49912]:زيد من مد.
[49913]:العبارة من هنا إلى "تقدير كان" ساقطة من ظ.
[49914]:زيد من مد.
[49915]:زيد من مد.