نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَأَخۡرَجَ لَهُمۡ عِجۡلٗا جَسَدٗا لَّهُۥ خُوَارٞ فَقَالُواْ هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} (88)

ولما كان خروج التمثال عقب إلقاءه ، جعل كأنه المتسبب في ذلك{[49747]} ، فقيل مع العدول عن أسلوب التكلم استهجاناً لنسبة أمر العجل إلى المتكلم : { فأخرج لهم } أي لمن شربه وعبده{[49748]} ، {[49749]}وجعل الضمير للغيبة يؤيد قول من جعل هذا كلام من لم يعبد العجل ، والمعنى عند من جعله من كلام العابدين أنهم دلوا بذلك على البراءة منه والاستقذار له{[49750]} .

ولما كان شديد الشبه للعجول ، قيل : { عجلاً } وقدم{[49751]} قوله : { جسداً } المعرف أن عجليته صورة لا معنى - على قوله : { له خوار } لئلا يسبق إلى وهم أنه حي{[49752]} ، فتمر عليه لمحة على اعتقاد الباطل { فقالوا } أي فتسبب عن ذلك{[49753]} أن السامري قال{[49754]} فتابعه عليه من أسرع في الفتنة {[49755]}أول ما رآه{[49756]} : { هذا } مشيرين إلى العجل الذي هو على صورة ما هو{[49757]} مثل في الغباوة { إلهكم وإله موسى * فنسى * } {[49758]}أي فتسبب عن{[49759]} أنه إلهكم أن موسى نسي - بعدوله عن هذا المكان - موضعه فذهب يطلبه في مكان غيره ، أو نسي أن يذكره لكم .


[49747]:بين سطري ظ: إخراج التمثال .
[49748]:زيد من ظ ومد.
[49749]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49750]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49751]:بهامش ظ: قوله وقدم 'جسدا' على 'له خوار' أي 'له خوار' صفة و "جسدا كذلك فما حكمة تقديم أحد الوصفين، والجواب ما قرره الشيخ.
[49752]:من ظ ومد، وفي الأصل : هي.
[49753]:سقط من ظ.
[49754]:بين سطري ظ: فالسبب هو قوله والمتسبب متابعتهم له.
[49755]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49756]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49757]:زيد من ظ ومد.
[49758]:العبارة من هنا إلى "هذا المكان" ساقطة من ظ.
[49759]:زيد من مد.