نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذۡ يَقُولُ أَمۡثَلُهُمۡ طَرِيقَةً إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا يَوۡمٗا} (104)

ولما كان علم ما يأتي أخفى من علم ما سبق ، أتى فيه{[49916]} بمظهر العظمة فقال : { نحن أعلم } {[49917]}من كل أحد{[49918]} { بما يقولون } أي في ذلك اليوم { إذ يقول أمثلهم طريقة } في الدنيا فيما يحسبون ، أي أقربهم إلى أن تكون طريقته مثل ما يطلب منه{[49919]} : { إن } أي ما{[49920]} ] { لبثتم } ودل على أن المعدود المحذوف من الأول الأيام بقوله{[49921]} ] : { إلا يوماً } {[49922]}أي مبدأ الآحاد ، لا مبدأ العقود{[49923]} كما قال في الاية الأخرى{ قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم{[49924]} }[ المؤمنون : 113 ] { يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون{[49925]} }[ الروم : 55 ] فلا يزالون في إفك وصرف عن الحق في الدارين ، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه ، ويبعث على ما مات عليه ، ويجوز أن يكون المراد أن{[49926]} من قال : إن لبثهم يوم واحد ، أمثلهم في نفس الأمر{[49927]} ، لأن الزمان وإن طال إنما هو يوم متكرر ، ليس مراداً لنفسه ، وإنما هو مراد لما يكون فيه فإن{[49928]} كان خيراً كان صاحبه محموداً و-{[49929]} ] لم يضره قصره ، وإن كان{[49930]} شراً كان مذموماً ولم ينفعه طوله ، ويجوز أن يكون أنث أولاً إرادة لليالي ، لأنها محل الراحة المقصودة بالذات ، فكان كأنهم قالوا : لم يكن لنا راحة إلا بزمن يسير جداً أكثر أول العقود ، ونص الأمثل على اليوم الذي يكون الكد فيه للراحة في الليل إشارة إلى أنهم ما كان لهم في اللبث في الدنيا راحة أصلاً ، ولم يكن سعيهم إلا نكداً كله كما يكون السعي في يوم لا ليلة يستراح فيها . وإن كانت فيه راحة فهي ضمنية لا أصلية{[49931]} ] .


[49916]:زيد من ظ ومد.
[49917]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49918]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49919]:زيد من مد.
[49920]:زيد من مد.
[49921]:زيد من مد.
[49922]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49923]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49924]:سورة 23 آية 113.
[49925]:سورة 30 آية 55
[49926]:زيد من مد.
[49927]:بين سطري ظ: في الحقيقة.
[49928]:من ظ ومد، وفي الأصل : لما.
[49929]:زيد من مد.
[49930]:زيد في مد: عماد – كذا.
[49931]:زيد من مد.