ولما كان علم ما يأتي أخفى من علم ما سبق ، أتى فيه{[49916]} بمظهر العظمة فقال : { نحن أعلم } {[49917]}من كل أحد{[49918]} { بما يقولون } أي في ذلك اليوم { إذ يقول أمثلهم طريقة } في الدنيا فيما يحسبون ، أي أقربهم إلى أن تكون طريقته مثل ما يطلب منه{[49919]} : { إن } أي ما{[49920]} ] { لبثتم } ودل على أن المعدود المحذوف من الأول الأيام بقوله{[49921]} ] : { إلا يوماً } {[49922]}أي مبدأ الآحاد ، لا مبدأ العقود{[49923]} كما قال في الاية الأخرى{ قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم{[49924]} }[ المؤمنون : 113 ] { يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون{[49925]} }[ الروم : 55 ] فلا يزالون في إفك وصرف عن الحق في الدارين ، لأن الإنسان يموت على ما عاش عليه ، ويبعث على ما مات عليه ، ويجوز أن يكون المراد أن{[49926]} من قال : إن لبثهم يوم واحد ، أمثلهم في نفس الأمر{[49927]} ، لأن الزمان وإن طال إنما هو يوم متكرر ، ليس مراداً لنفسه ، وإنما هو مراد لما يكون فيه فإن{[49928]} كان خيراً كان صاحبه محموداً و-{[49929]} ] لم يضره قصره ، وإن كان{[49930]} شراً كان مذموماً ولم ينفعه طوله ، ويجوز أن يكون أنث أولاً إرادة لليالي ، لأنها محل الراحة المقصودة بالذات ، فكان كأنهم قالوا : لم يكن لنا راحة إلا بزمن يسير جداً أكثر أول العقود ، ونص الأمثل على اليوم الذي يكون الكد فيه للراحة في الليل إشارة إلى أنهم ما كان لهم في اللبث في الدنيا راحة أصلاً ، ولم يكن سعيهم إلا نكداً كله كما يكون السعي في يوم لا ليلة يستراح فيها . وإن كانت فيه راحة فهي ضمنية لا أصلية{[49931]} ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.