الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَتَخَٰفَتُونَ بَيۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرٗا} (103)

قوله : { يَتَخَافَتُونَ } : يجوز أَنْ يكونَ مستأنفاً ، وأن يكونَ حالاً ثانية من " المجرمين " ، وأن يكونَ حالاً من الضميرِ المستتر في " زرقاً " فتكونَ حالاً متداخلةً إذ هي حالٌ من حال . ومعنى " يَتَخافَتُون : " أي : يتساْرُّوْن فيما بينهم .

وقوله : { إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ } هو مفعولٌ المَسارَّة . وقوله : { إِلاَّ عَشْراً } يجوز أن يُرادَ الليالي ، فَحَذْفُ التاءِ من العددِ قياسٌ ، وأن يرادَ الأيامُ فيُسألَ : لم حُذِفت التاء ؟ فقيل : إنْ لم يُذْكَرِ المميِّز في عددِ المذكرِ جازت التاءُ وعدمُها . سُمع من كلامهم " صُمْنا من الشهر خمساً " والمَصُوْمُ إنما هو الأيامُ دون الليالي . وفي الحديث : " مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعه بسِتٍّ من شوال " وحَسُن الحذف هنا لكونِه رأسَ آيةٍ وفاصلة .