اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَدۡ كَانَتۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ} (66)

قوله تعالى : { قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تتلى عَلَيْكُمْ } يعني القرآن { فَكُنتُمْ على أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } وهذا مثل يُضرب لمن يتباعد عن الحق كل التباعد فهو قوله{[33132]} : { فَكُنتُمْ{[33133]} على أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ } أي : ترجعون قهقرى وتتأخرون عن الإيمان ، وينفرون عن تلك الآيات ، وعن من يتلوها كما يذهب الناكص على عقبيه بالرجوع إلى ورائه{[33134]} .

قوله : «عَلَى أَعْقَابِكُمْ » فيه وجهان :

أحدهما : أنه متعلق ب «تَنْكِصُونَ » كقولك نكص على عقبيه .

والثاني : أنه متعلق بمحذوف ، لأنه حال من فاعل ( تنْكِصُونَ ) قاله أبو البقاء{[33135]} وقرأ أمير المؤمنين «تَنْكُصُونَ » بضم العين{[33136]} ، وهي لغة {[33137]} .


[33132]:في النسختين: كقوله.
[33133]:في النسختين: وكنتم.
[33134]:انظر الفخر الرازي 23/111.
[33135]:قال أبو البقاء: (قوله تعالى: {على أعقابكم} هو حال من الفاعل في "تنكصون") التبيان 2/958.
[33136]:تفسير ابن عطية 10/379، البحر المحيط 6/412.
[33137]:في اللسان (نكص): قال أبو منصور: نكص ينكص وينكص.