فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَدۡ كَانَتۡ ءَايَٰتِي تُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡ فَكُنتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ تَنكِصُونَ} (66)

ثم عدّد سبحانه عليهم قبائحهم توبيخاً لهم فقال : { قَدْ كَانَتْ آيَتِي تتلى عَلَيْكُمْ } أي في الدنيا ؛ وهي آيات القرآن { فَكُنتُمْ على أعقابكم تَنكِصُونَ } أي ترجعون وراءكم ، وأصل النكوص : أن يرجع القهقرى ، ومنه قول الشاعر :

زعموا أنهم على سبل الحق *** وأنا نكص على الأعقاب

وهو هنا استعارة للإعراض عن الحق ، وقرأ عليّ بن أبي طالب : «على أدباركم » بدل : { على أعقابكم تَنكِصُونَ } بضم الكاف ، و " على " أعقابكم متعلق { بتنكصون } أو متعلق بمحذوف وقع حالاً من فاعل تنكصون .

/خ67