نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (51)

ولما نفى عنهم الإيمان الكامل بما وصفهم به ، كان كأنه سئل عن حال المؤمنين فقال : { إنما كان } أي دائماً { قول المؤمنين } أي العريقين في ذلك الوصف ، وأطبق العشرة على نصب القول ليكون اسم كان أوغل الاسمين في التعريف ، وهو " أن " وصلتها لأنه لا سبيل عليه للتنكير ، ولشبهه كما قال ابن جني في المحتسب بالمضمر من حيث إنه لا يجوز وصفه كما لا يجوز وصف المضمر ، وقرأ على رضي الله عنه بخلاف وابن أبي إسحاق { قول } بالرفع { إذا دعوا } أي من أي داع كان { إلى الله } أي ما أنزل الملك الذي لا كفوء له من أحكامه { ورسوله ليحكم } أي الله بما نصب من أحكامه أو الرسول صلى الله عليه وسلم بما يخاطبهم به من كلامه { بينهم } أي في حكومة من الحكومات لهم أو عليهم { أن يقولوا سمعنا } أي الدعاء { وأطعنا } أي بالإجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم . ولما كان التقدير : فأولئك هم المؤمنون ، عطف عليه قوله : { وأولئك } أي العالو الرتبة { هم } خاصة { المفلحون* } الذين تقدم في أول المؤمنون وصفهم بأنهم يدركون جميع مأمولهم .