السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (51)

ولما نفى تعالى عنهم الإيمان الكامل بما وصفهم به كان كأنه سئل عن حال المؤمنين ، فقال تعالى : { إنما كان } أي : دائماً { قول المؤمنين } أي : العريقين في ذلك الوصف { إذا دعوا } أي : من أي داع كان { إلى الله } أي : إلى ما أنزل الملك الذي لا كفء له من أحكامه { ورسوله } الذي لا ينطق عن الهوى { ليحكم } أي : الرسول { بينهم } بما أراه الله تعالى أي حكومة من الحكومات لهم أو عليهم { أن يقولوا سمعنا } أي : الدعاء { وأطعنا } أي : بالإجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وهذا ليس على طريق الخبر ولكنه تعليم أدب الشرع بمعنى أن المؤمنين ينبغي أن يكونوا هكذا { وأولئك } أي : العالوا الرتبة { هم المفلحون } الذين وصفهم الله تعالى في أول المؤمنين ، وهذا يدل على عادته تعالى في اتباع ذكر المحق المبطل والتنبيه على ما ينبغي بعد إنكاره لما لا ينبغي .