ثم لما ذكر ما كان عليه أهل النفاق ، أتبعه بما يجب على المؤمنين أن يفعلوه إذا دعوا إلى حكم الله ورسوله ، فقال :
{ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ } أي : إلى كتاب الله العزيز وسنة رسوله المطهرة { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ، أَن يَقُولُوا : سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } أي هذا القول ، لا قولا آخر ، وهذا وإن كان على طريقة الخبر ، فليس المراد به ذلك ، بل المراد به تعليم الأدب الشرعي عند هذه الدعوة من أحد المتخاصمين للآخر ، والمعنى أنه ينبغي للمؤمنين أن يكونوا هكذا ، إذا سمعوا الدعاء المذكور ، قابلوه بالطاعة والإذعان والإجابة . قال مقاتل وغيره : يقولون : سمعنا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأطعنا أمره ، وإن كان ذلك فيما يكرهونه ويضرهم .
وقد قدمنا الكلام على الدعوة إلى الله ورسوله للحكم بين المتخاصمين ، وذكرنا من تجب الإجابة إليه من القضاة ، ومن لا تجب ، وهذه الآية على إيجازها حاوية لكل ما ينبغي للمؤمنين أن يفعلوه . ثم أثنى سبحانه عليهم بقوله :
{ وَأُوْلَئِكَ } المؤمنون الذين قالوا هذا القول { هُمُ الْمُفْلِحُونَ } أي : الناجون الفائزون بخيري الدنيا والآخرة ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.