نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (59)

ثم وصفهم بما يرغب في الهجرة ، فقال معرفاً بجماع الخير كله الصبر وكونه على جهة التفويض لله ، منبهاً على أن الإنسان لا ينفك عن أمر شاق ينبغي الصبر عليه : { الذين صبروا } أي أوجدوا هذه الحقيقة حتى استقرت عندهم فكانت سجية لهم ، فأوقعوها على كل شاق من التكاليف من هجرة وغيرها .

ولما كان الإنسان إلى المحسن إليه أميل ، قال مرغباً في الاستراحة بالتفويض إليه : { وعلى ربهم } أي وحده لا على أهل ولا وطن { يتوكلون* } أي يوجدون التوكل إيجاداً مستمر التجديد عند كل مهم يعرض لهم إرزاقهم بعد الهجرة وغيرها وجهاد أعدائهم وغير ذلك من أمورهم .