غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (59)

42

ثم مدح { الذين صبروا } على المكاره في الحال . { وعلى ربهم يتوكلون } فيما يحتاجون إليه في الاستقبال . وكل واحد من الصبر والتوكل يحتاج إليه المسافر والمقيم ، فكما أن المهاجر يصبر على فراق الأوطان ويتوكل في سفره على الرحمن ، فالمتوطن يصبر على الأذيات والمحن ويتوكل في أموره على فضل ذي المنن . والصبر والتوكل صفتان لا تحصلان إلا مع سعة العلم بالله وبما سوى الله ، فمن علم أنه باق لا يصبر عنه ولا يتوكل في الأمور إلا عليه ، ومن علم أن ما سواه فإن هان عليه الصبر وعلم أنه لا يصلح للاعتماد عليه . ثم ذكر ما يعين على الصبر والتوكل وهو النظر في حال الدواب .

/خ69