ولما كان قد يشكل على ذلك التفاوت في الرزق عند كل من لم يتأمل حق التأمل فيقال : بكل الخلق والرزق له ، فما بالهم متفاوتين في الرزق ؟ قال : { الله } أي بما له من العظمة والإحاطة بصفات الكمال { يبسط الرزق } بقدرته التامة { لمن يشاء من عباده } على حسب ما يعلم من بواطنهم { ويقدر } أي يضيق .
ولما كان ذلك إنما هو لمصالح العباد وإن لم يظهر لهم وجه حكمته قال : { له } أي لتظهر من ذلك قدرته وحكمته ، وأنت ترى الملوك وغيرهم من الأقوياء يفاوتون في الرزق بين عمالهم بحسب ما يعلمون من علمهم الناقص بأحوالهم ، فما ظنك بملك الملوك العالم علماً لا تدنو من ساحته ظنون ولا شكوك ، وهذه الآية نتيجة ما قبلها .
ولما كان سبحانه يرزق الناس ، ويمكن لهم بحسب ما يعلم من ضمائرهم أنه لا صلاح إلا فيه ، قال معللاً لذلك ومؤكداً رداً على من يعتقد أن ذلك إنما هو من تقصير بعض العباد وتشمير بعضهم ، معلماً بأنه محيط العلم فهو محيط القدرة فهو الذي سبب عجز بعضهم وطاقة الآخرين لملازمة قدرة العلم : { إن الله } أي الذي له صفات الكمال { بكل شيء } أي من المرزوقين ومن الأرزاق وكيف تمنع او تساق وغير ذلك { عليم* } فهو على ذلك كله قدير ، يعلم ما يصلح العباد من ذلك وما يفسدهم ، ويعطيهم بحسب ذلك إن شاء وكم رام بعض الأقوياء إغناء فقير وإفقار غني ، فكشف الحال عن فساد ما راموا من الانتقال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.