نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَوۡمَ يَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَيَقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (55)

ولما كان هذا كله دليلاً على إنكارهم قال : { يوم } أي يعلمون ذلك اليوم { يغشاهم العذاب } أي يلحقهم ويلصق بهم ما لا يدع لهم شيئاً يستعذبونه ، ولا أمراً يستلذونه ونبه على عدم استغراق جهة الفوق مع استعلائه عليهم بإثبات الجار فقال : { من فوقهم } ولما أفهم ذلك الإحاطة بما هو أدنى من جهة الفوق ، صرح به فقال : { ومن تحت أرجلهم } فعلم بذلك إحاطته بجميع الجوانب ، وصرح بالرجل تحقيقاً للآدمي { ويقول } أي الله في قراءة نافع وعاصم وحمزة والكسائي بالتحتانية جرياً على الأسلوب الماضي ، أو نحن بعظمتنا في قراءة الباقين ترويعاً بالالتفات إلى مظهر العظمة : { ذوقوا } ما سببه لكم { ما كنتم } بغاية الرغبة { تعملون* } أي في ذلك اليوم تعلمون ذلك حق اليقين بعد علمكم له عين اليقين بسبب تكذيبكم بعلم اليقين .