قوله : «الَّذِينَ صَبَرُوا » يجوز فيه الجر والنصب والرفع{[41676]} كنظائر له تقدمت ، والمعنى : الذين صبروا على الشدائد ولم يتركوا دينهم لشدة لحقتهم { وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } يعتمدون . قوله : { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } جوز أبو البقاء في «كأين »{[41677]} وجهين :
أحدهما : أنها مبتدأ و «لا تحمل » صفتها و «الله يرزقها » خبره و «من دابة » تبيين .
والثاني : أن تكون في موضع نصب بإضمار فعل يفسره «يرزقها » ويقدر بعد «كأين » يعني لأن لها صدر الكلام ، وفي الثاني نظر ؛ لأن من شرط المفسرِ العملَ ، وهذا المفسر لا يعمل لأنهُ لو{[41678]} عمل لحل محل المفعول لكن لا يحل محله ، لأن الخبر ( متى{[41679]} كان ) فعلاً رافعاً لضمير مفرد امتنع تقديمه على المبتدأ . وإذا أردت معرفة هذه القاعدة فعليك بسورة «هود »{[41680]} عند قوله : { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } [ هود : 8 ] .
لما ذكر الله { الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون } ذكر ما يعين على التوكل وهو بيان حال الدواب التي لا تدخر شيئاً لغدٍ ، ويأتيها رزقها كل يوم .
واعلم أن ( في ){[41681]} كأين ( أربع لغات{[41682]} غير هذه كائن على{[41683]} وزن راعٍ ، وكَأَى على وزن رَعَى{[41684]} «وكِيءَ »{[41685]} على وزن «رِيعَ » و «كَا »{[41686]} على وزن «رع » ولم يُقْرأ إلا كائن و «كا » قراءة ابن كثير{[41687]} .
«كأين » كلمة ) مركبة من «كاف التشبيه » و «أن » التي تستعمل استعمال «مَن » و «ما » ركبتا ، وجعل المركّب بمعنى «كم » ثم لم يكتب إلا بالنون ليفصل بين المركب وغير المركب لأن «كأيّ » مستعمل غير مركب كما يقول القائل : «رأيت رجلاً لا كَأَيِّ رَجُلٍ يكُونُ » ( فقد حذف{[41688]} المضاف إليه ، ويقال : رأيت رجلاً لا كأي رجل ) وحينئذ لا يكون «كأي » مركباً . فإذا كان «كأي » ههنا مركباً كتبت بالنون للتمييز ، ( كما تكتب مَعْدِ يكَرِبَ{[41689]} وبَعْلَبَكَّ ) موصولاً للفرق وكما تكتب ثَمَّةَ بالهاء تمييزاً بينها وبين ( ثَمَّتَ ){[41690]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.