نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ} (10)

ولما كان هذا موضع أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم المفهوم من{[57327]} السياق : فماذا صنع فيهم بعد هذا البيان{[57328]} ، الذي لم يدع لبساً لإنسان{[57329]} ؟ سبب عن ذلك قوله تسلية له وتهديداً لهم : { فارتقب } أي انتظر{[57330]} بكل جهد عالياً عليهم ناظراً لأحوالهم نظر من هو حارس لها ، متحفظاً من مثلها بهمة كهمة الأسد الأرقب ، والفعل متعد ولكنه قصر تهويلاً لذهاب الوهم في مفعوله كل مذهب ، ولعل المراد في الأصل ما يحصل من أسباب نصرك وموجبات خذلانهم { يوم تأتي السماء } أي فيما يخيل للعين لما يغشي البصر من شدة الجهد بالجوع إن كان المراد ما حصل [ لهم-{[57331]} ] من المجاعة الناشئة عن القحط الذي سببه قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف " وروي في الصحيح{[57332]} أن الرجل منهم كان يرى ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان ، وفي الواقع{[57333]} أن المراد عند قرب الساعة وعقب قيامها ، فإنه ورد أنه يأتي إذ ذاك فيغشي الناس ويحصل للمؤمن منه كهيئة الزكام ، ويجوز أن [ يكون-{[57334]} ] المراد أعم{[57335]} من ذلك كله وأوله{[57336]} وقت القحط [ وكان آية على ما بعده ، أو منه ما يأتي عند خروج الدخان من القحط-{[57337]} ] الذي يحصل قبله{[57338]} أو غيره كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد : " إني قد خبأت لك خبأ{[57339]} فما هو ؟ " قال{[57340]} : الدخ ، ففسر بالدخان ، فلذلك قال تعالى : { بدخان مبين } أي واضح{[57341]} لا لبس{[57342]} فيه عند رائيه{[57343]} ومبين{[57344]} لما سواه من الآيات للفطن


[57327]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[57328]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[57329]:من مد، وفي الأصل و ظ: لا لشان
[57330]:من ظ ومد، وفي الأصل: انظر.
[57331]:زيد من مد.
[57332]:راجع 2/714.
[57333]:من مد، وفي الأصل و ظ: المراقع.
[57334]:زيد من مد.
[57335]:من مد، وفي الأصل و ظ: أعلم
[57336]:من ظ ومد، وفي الأصل: أدله.
[57337]:زيد من ظ و مد.
[57338]:من مد، وفي الأصل و ظ: قوله
[57339]:من مد، وفي الأصل و ظ: قال فما هو.
[57340]:من مد، وفي الأصل و ظ: قال فما هو.
[57341]:من مد، وفي الأصل و ظ: ليس.
[57342]:من مد، وفي الأصل و ظ: ليس.
[57343]:من مد، وفي الأصل و ظ: رايه.
[57344]:من ظ ومد، وفي الأصل: يبين.