فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ} (57)

{ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } هذه الجملة فيها بيان استغنائه سبحانه عن عباده وأنه لا يريد منهم منفعة ، كما يريده السادة من عبيدهم ، بل هو الغني المطلق الرازق المعطي ، وقيل : المعنى ما أريد منهم أن يرزقوا أحدا من عبادي ، ولا أن يرزقوا أنفسهم ، ولا يطعموا أحدا من خلقي . ولا يطعموا أنفسهم ، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه لأن الخلق عيال الله فمن أطعم عيال الله فهو كمن أطعمه .

وهذا كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عبدي استطعمتك فلم تطعمني " أي لم تطعم عبادي ، ومن زائدة لتوكيد العموم ،