فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ} (57)

{ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مّن رّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } هذه الجملة فيها بيان استغنائه سبحانه عن عباده ، وأنه لا يريد منهم منفعة ، كما تريده السادة من عبيدهم ، بل هو الغنيّ المطلق الرازق المعطي . وقيل المعنى : ما أريد منهم أن يرزقوا أحداً من خلقي ولا أن يرزقوا أنفسهم ، ولا يطعموا أحداً من خلقي ولا يطعموا أنفسهم ، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه لأن الخلق عيال الله . فمن أطعم عيال الله ، فهو كمن أطعمه . وهذا كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : «يقول الله عبدي استطعمتك فلم تطعمني » : أي لم تطعم عبادي ، و «من » في قوله : { مِن رّزْقِ } زائدة لتأكيد العموم .

/خ60