الآية 57 وقوله تعالى : { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعِمون } قال عامة أهل التأويل : ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم ولا أن يُطعموا أحدا من خلقي ، إنما عليّ رزقهم وإطعامهم كقوله تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] .
ويحتمل : { ما أريد منهم من رزق } إن يرزُقوا من لا يقوم بأسباب الرزق ، وأن يُطعموهم ؛ إن ذلك عليّ ، وإنما أريد منهم العبادة على الوجه الذي ذكرنا ، لأنهم لم يُنشَئوا لأولئك الذين لم تُجعل لهم المكاسب وأسباب الرزق من الدوابّ ، بل هي أُنشئت لأجلهم رزقا ومتعة ، والله أعلم .
ويحتمل أن يكون على الإضمار على ما قال بعضهم : أي قل يا محمد : ما أريد منكم في ما أدعوكم إليه من أجر ، ما أريد أن تطعموني ، فيَثقُل عليكم الإيمان .
ويحتمل : { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يُطعمون } [ أن يكون على ]{[19956]} إخبار أنه لم يخلقهم لحاجة له في{[19957]} خلقهم من الرزق والإطعام منهم لما أقام من دلالات تبرئته من الحوائج ومن الرزق والطعام ، وإنما خلقهم للأمر والنهي والامتحان ليُرجع{[19958]} منافع ذلك [ إليهم ]{[19959]} والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.