ولما ذكر تلبدهم عليه وقدم ما هو الأهم من أمره من كشف غمومهم{[69259]} بإعلامهم أن ذلك الذي أنكروه عليه هو الذي يحق له ، ومن{[69260]} أنه مع{[69261]} ضعفه عن مقاواتهم هو عن{[69262]} الإعراض عن الله أضعف لأن الله أقوى من كل شيء وأنه لا يسعه إلا امتثال أمره ، وأشار إلى أنهم عاجزون عن{[69263]} سطواته سبحانه بعدم{[69264]} القدرة على الإجارة عليه ، صرح بذلك مهدداً لهم ، فقال مغيياً{[69265]} لتلبدهم عليه : { حتى إذا رأوا } أي بأبصارهم فيه { ما } أي الشيء الذي . ولما كان المنكي من الوعيد بروكه على كل من كان لأجله الوعيد{[69266]} لا كونه{[69267]} من معين قال : { يوعدون } أي ما حصل الإيعاد في الدنيا أو في الآخرة {[69268]}أما في الآخرة{[69269]} فواضح ، وأما في الدنيا فمثل إخراج النبي صلى الله عليه وسلم مع اجتماع{[69270]} المشركين على المكر به لقتله واجتهادهم في ذلك ثم سراياه وغزواته مثل غزوة بدر وغيرها من أيام الله التي ملأت الأرض نوراً وأهل الحق سروراً وحبوراً ، وأهل الباطل خسراً وبوراً ورعباً وهلاكاً وقبوراً { فسيعلمون } أي من ذلك اليوم الذي يكون{[69271]} فيه تأويله بوعد لا خلف فيه ولا طولً لأمده { من أضعف ناصراً } أي من جهة الناصر{[69272]} أنا وإن كنت في هذا الوقت وحيداً مستضعفاً أو هم{[69273]} { وأقل عدداً * } وإن كانوا الآن بحيث لا يحصيهم عدداً إلا الله سبحانه ، فيا لله ما أعظم كلام الرسل حيث يستضعفون{[69274]} أنفسهم من حيث هي ، ويذكرون قوتهم من {[69275]}جهة مولاهم الذي بيده الملك وله{[69276]} جنود السماوات والأرض بخلاف أهل الإلحاد فإنه لا كلام لهم إلا في تعظيم أنفسهم وازدراء من سواهم ، وإذا حاققت أحداً من أتباع أحد منهم قال هذا على لسان النبوة - ونحو هذا من مخادعاتهم{[69277]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.