السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{حَتَّىٰٓ إِذَا رَأَوۡاْ مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعۡلَمُونَ مَنۡ أَضۡعَفُ نَاصِرٗا وَأَقَلُّ عَدَدٗا} (24)

وحتى في قوله تعالى : { حتى إذا رأوا } ابتدائية فيها معنى الغاية لمقدر قبلها أي لا يزالون على كفرهم إلى أن يروا { ما يوعدون } من العذاب في الآخرة أو في الدنيا كوقعة بدر { فسيعلمون } أي : في ذلك اليوم بوعد لا خلف فيه { من أضعف ناصراً } أي : من جهة الناصر أنا وإن كنت في هذا الوقت وحيداً مستضعفاً أو هم { وأقل عدداً } وإن كانوا الآن بحيث لا يحصيهم عدداً إلا الله تعالى ، فيالله ما أعظم كلام الرسل حيث يستضعفون أنفسهم ويذكرون قوّتهم من جهة مولاهم الذي بيده الملك ، وله جنود السماوات والأرض بخلاف الجبابرة ، فإنهم لا كلام لهم إلا في تعظيم أنفسهم وازدراء غيرهم .

قال مقاتل : لما سمعوا قوله تعالى : { حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصراً وأقل عدداً } قال النضر بن الحارث : متى يكون هذا الذي توّعدنا به ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا } .