نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُيِّرَتۡ} (3)

ولما بدأ بأعلام السماء لأنها أشهر وأعم تخويفاً وإرهاباً ، وذكر منها اثنين هما-{[71831]} أشهر ما فيها وأعمها نفعاً ، أتبعها أعلام الأرض فقال مكرراً للظرف لمزيد الاعتناء بالتهويل : { وإذا الجبال } أي التي هي في العالم السفلي كالنجوم في العالم العلوي ، وهي{[71832]} أصلب ما في الأرض ، ودل على عظمة القدرة بالبناء للمفعول فقال : { سيرت * } أي وقع تسييرها بوجه الأرض فصارت كأنها السحاب في السير والهباء في النثر لتستوي الأرض فتكون قاعاً صفصفاً لا عوج فيها ، لأن ذلك اليوم لا يقبل العوج في شيء من الأشياء بوجه .


[71831]:زيد من م.
[71832]:من م، وفي ظ: هو.