نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ} (9)

ثم قيل على طريق الاستئناف تخويفاً للوالدين : { بأي } أي {[71858]}بسبب أيّ{[71859]} { ذنب } يا-{[71860]} أيها الجاهلون { قتلت * } أي استحقت به عندكم القتل وهي لم-{[71861]} تباشر{[71862]} سوءاً لكونها لم تصل إلى حد التكليف ، فما ظنك بمن هو فوقها وبمن هو جان ، وسؤالها هو على وجه التبكيت لقاتلها ، فإن العرب كانت تدفن البنات أحياء مخافة الإملاق أو لحوق العار بهن ، ويقولون : نردها إلى الله هو أولى بها ، فلا يرضون البنات لأنفسهم ويرضونها لخالقهم ، وكان فيهم من يتكرم عن{[71863]} ذلك{[71864]} ومن يفدي الموءودات ويربيهن ، وليس في الآية دليل على تعذيب أطفال الكفرة ولا عدمه ، فإن الكافر الذي يستحق الخلود قد يكون مستأمناً فلا يحل قتله ، والأطفال ما{[71865]} عملوا ما يستحقون به القتل ، ويؤخذ من سؤال المؤدة تحريم الظلم لكل أحد-{[71866]} وكف اليد واللسان عن كل إنسان .


[71858]:من ظ و م، وفي الأصل: فيها الروح.
[71859]:من ظ و م، وفي الأصل: إلى سبب وأي.
[71860]:من ظ و م، وفي الأصل: إلى سبب وأي.
[71861]:زيد من ظ و م.
[71862]:من ظ و م، وفي الأصل: تباشرها.
[71863]:من ظ و م، وفي الأصل: على.
[71864]:زيد في الأصل: ويفدى الموؤدات، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71865]:من ظ و م، وفي الأصل: لم يكونوا.
[71866]:زيد من ظ و م.