نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطارق{[1]}

مقصودها/بيان مجد القرآن في صدقه في الإخبار بتنعيم أهل الإيمان ، وتعذيب أهل الكفران ، في يوم القيامة حين تبلى السرائر وتكشف المخبآت [ الضمائر-{[2]} ] عن مثقال{[3]} الذر وما دون المثقال ، {[4]}مما دونته{[5]}الحفظة الكرام في صحائف الأعمال ، بعد استيفاء الآجال ، كما قدر في أزل الآزال{[6]} ، من غير استعجال ، ولا تأخير عن الوقت المضروب ولا إهمال ، واسمها الطارق أدل ما فيها على هذا الموعود الصادق بتأمل القسم والمقسم عليه حسب ما اتسق{[7]} الكلام إليه { بسم الله } الذي له{[8]} الكمال كله { الرحمن } الذي وسع الخلائق {[9]} فضله و{[10]} عدله { الرحيم* } الذي خص أولياءه بتوفيقه فظهر عليهم جوده {[11]}وإحسانه وكرمه{[12]} وفضله .

لما تقدم في-{[72584]} آخر البروج أن القرآن {[72585]}في لوح{[72586]} محفوظ لأن{[72587]} منزله محيط بالجنود من المعاندين وبكل شيء ، أخبر أن من إحاطته حفظ كل فرد من جميع الخلائق المخالفين-{[72588]} والموافقين المؤالفين ، ليجازى على أعماله{[72589]} يوم إحقاق الحقائق وقطع العلائق ، فقال مقسماً على ذلك لإنكارهم له : { والسماء } أي ذات الأنجم الموضوعة لحفظها من المردة لأجل حفظ القرآن-{[72590]} المجيد الحافظ لطريق الحق ، قال الملوي : و-{[72591]} المراد بها هنا-{[72592]} ذات الأفلاك الدائرة لا السماوات العلى بما{[72593]} جعل فيها من ليل ونهار ودورتهما{[72594]} ثلاثمائة وستين{[72595]} درجة لا تتغير أبداً في هذه الدار-{[72596]} بنقص ولا-{[72597]} زيادة بنصف درجة ولا دقيقة ولا ثانية ولا ما دون ذلك ، بل كلما زاد أحدهما شيئاً نقص من الآخر بحسابه عرف ذلك من العقل والنقل والتجربة فعرف أنه{[72598]} يحفظ حفيظ-{[72599]} حي لا يموت ، قيوم لا يغفل ولا ينام - انتهى{[72600]} .

ولما أقسم بالسماء لما لها من الشرف والمجد تنبيهاً على ما فيها من بدائع{[72601]} الصنع الدالة على القدرة الباهرة . أقسم بأعجب ما فيها وهو جنس النجوم ثم بأغربه وهو المعد للحراسة تنبيهاً على ما في ذلك من غرائب القدرة فقال : { والطارق } أي جنس الكواكب الذي يبدو ليلاً ويخفى نهاراً ، ويطرق مسترقي السمع فيبدد شملهم ويهلك من أراد الله منهم لأجل هداية-{[72602]} الناس بالقرآن في الطرق المعنوية وظهوره وإشراقه في السماء لهدايتهم في الطرق الحسية وهو في الأصل لسالك الطريق ، واختص عرفاً بالآتي ليلاً لأنه يجد الأبواب مغلقة فيحتاج إلى طرقها ، ثم استعمل للبادي فيه كالنجم .


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[4]:- ضبطه الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تعليقه على الأنساب ج2 ص280 وقال: البقاعي يكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الألف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة أشهرهم الإمام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 وتوفي سنة 885 – اهـ.
[5]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[6]:- في م ومد: لطف الله بهم أجمعين، إلا أن لفظ "اجمعين" ليس في مد. والعبارة من "وآله" إلى هنا ليست في نسخة المكتبة الظاهرية ورمزها "ظ".
[7]:- في م ومد وظ: برسالته.
[8]:- ليس في م ومد وظ.
[9]:- سورة 38 آية 29.
[10]:- في م وظ: اخرجه.
[11]:- ليس في م.
[12]:- ليس في م.
[72584]:زيد من م.
[72585]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72586]:سقط ما بين الرقمين من م.
[72587]:من ظ و م، وفي الأصل: وبأن.
[72588]:زيد من ظ و م.
[72589]:من ظ و م، وفي الأصل: أعمالهم.
[72590]:زيد من ظ و م.
[72591]:زيد من م.
[72592]:زيد من م.
[72593]:زيد من ظزيد من ظ و م. و م.
[72594]:من ظ و م، وفي الأصل: رتبها.
[72595]:من ظ و م، وفي الأصل: ستون.
[72596]:زيد من م.
[72597]:زيد من م.
[72598]:من م، وفي الأصل و ظ: بأنه.
[72599]:زيد من م.
[72600]:سقط من ظ.
[72601]:من ظ و م، وفي الأصل: بديع.
[72602]:زيد من ظ و م.